في حرب 1948 شعر العالم ببعض مسؤوليته الاخلاقية عن تشريد الشعب الفلسطيني فانشأ وكالة دولية خاصة لاغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الاونروا). اما في غزة 2008 وكما كان الامر في لينان 2006 خاصة، وفي كل الضربات الاسرائيلية عموما. فقد اعفينا الاسرائيليون والعالم الذي يساندهم من المسؤولية القانونية والاخلاقية والمادية عن الدمار بمختلف انواعه. او هكذا يبدو. لم يتصدى العرب لدفع ثمن الاعمار وحسب بل راحوا يرجون العدو ومؤيديه بقبول دخول المساعدات مع التأكيد له ان عملية الاعمار لن تقوي المقاومة وان الدمار لن يؤثر على المفاوضات القادمة. وعفا الله عما مضى. هذه نقطة هامة يجب التوقف عندها. لماذا لا نتابع الامر الآن في الامم المتحدة وغيرها. بالطبع فاني لا ادعو الى عدم مساعدة الفلسطينيين او الحرص على اظهار عذاباتهم. وحرمانهم المتعمد من ابسط حقوقهم "للمحافظة على الهوية" كما يقولون. ولكن اقول ان لاننسى مسؤولية العدو المباشرة عن الدمار واضافته الى قائمة الحساب.
اي ضرر او اي حياة تفقد او اصابة يجب ان تسجل وتضاف الى قائمة الحساب ولا تسقط بالتقادم او بالتصالح. يجب ان يكون هناك سجل خالد بكل الاعتداءات والخسائر. كتاب اسود يقسم عليه كل المصابين ان لا تنازل. وكيف نتنازل عن حق من فقدوا الحياة منا؟. لقد شرد ابي من وطنه ثم ذاق كل انواع الاعتداءات والظلم الى ان مات فكيف اصالح وعماذا اتنازل. اريدهم ان يعيدوه حيا ويعوضوه عن كل الظلم. اما انا فاريد ان اعوض عن كل عذاباتي او ان يعيدوني رضيعا الى مسقط رأسي وان أحظى بحقي بحياة طبيعية هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق