السبت، 22 أكتوبر 2016

اسرائيل الى زوال



اسرائيل الى زوال (8)
المقاومة الفلسطينية تدفع الشباب اليهودي للهجرة المعاكسة
لن توجد اسرائيل بدون يهود او كتلة كبيرة كافية منهم.
يبلغ عدد اليهود في العالم اليوم 13 مليون. 48% في اسرائيل و 42% في الولايات المتحدة الامريكية. و هم في تناقص في اسرائيل بسبب الهجرة المعاكسة و في امريكا و اوروربا بسبب الزيجات المختلطة
و يكفي لتقدير فضل المقاومة على الهجرة المعاكسة ان اليهود لم يستطيعوا في 66 عاما الا تجميع 650000 في فلسطين حتى عام 1948 بسبب وجود المقاومة الفعالة ضدهم بينما تضاعف الرقم في نفس المدة بعد ذلك الى عشرة اضعاف في ال 66 عاما التالية حتى اليوم. الا ان نحو 30% منهم اليوم يفكر بالهجرة العكسية بسبب المقاومة و بالذات مقاومة غزة.
وهذا مقال يؤكد: http://www.alquds.co.uk/?p=217027 

اسرائيل الى زوال (7)
مفكرون صهاينة: كياننا إلى زوال (د. صالح النعامي)
لم يعد التعبير عن الخوف من زوال الكيان الصهيوني يقتصر على بعض النخب التي تنتمي إلى هوامش اليسار غير الصهيوني، بل إن الأمر تعدى هذه الفئة إلى نخب تمثل الأوساط الصهيونية. وتعاظم التعبير عن هذه المخاوف بالتزامن مع انتهاء الحرب على غزة، بشكل عكس تهاوي الثقة في أوساط الكثير من هذه النخب بمستقبل هذا الكيان. ومما يبعث على «الاستغراب» حقيقة أن المخاوف من انتهاء المشروع الصهيوني وزواله تتعاظم في الوقت الذي تزداد فيه قوة هذا الكيان العسكرية ومنعته الاقتصادية، وتراجع مستويات الخطر الوجودي عليه في أعقاب تفكك أو ضعف دول الجوار العربي.
ساسة وشعراء وكتاب صهاينة باتوا يعبرون بشكل واضح عن شكوكهم في قدرة الكيان الصهيوني على مواصلة البقاء؛ لذا لا يتورع الكثير منهم عن الدعوة لهجر هذا الكيان. ومن المفارقة، أنه على الرغم من الدمار الهائل الذي ألحقته آلة الحرب الصهيونية بغزة خلال الحرب الأخيرة، إلا أنه يتضح في الوقت ذاته حجم تأثر النخب الصهيونية بالنتائج السلبية التي انعكست على المجتمع الصهيوني. ومع أن الضرر المادي الذي لحق بالمجتمع الصهيوني يعتبر هامشياً جداً مقارنة بما حدث في غزة؛ فقد زادت نتائج الحرب من حدة التعبير عن الشكوك في قدرة الكيان على البقاء. ولعل أبرز ما يوضح هذه الظاهرة عدم تردد عدد من كبار الكتاب الصهاينة في الترويج لفكرة مفادها أن الكيان الصهيوني لم يعد ملاذاً آمناً لليهود مما يوجب البحث عن حياة في مكان آخر. فقد فاجأ الكاتب «يارون لندن» قراء صحيفة «يديعوت أحرنوت» عندما أجرت معه الصحيفة مقابلة بتاريخ 10/9، أكد فيها أنه مثل كثير من «الإسرائيليين» يتخوف من وطأة الخطر الدائم الذي يتهدد «إسرائيل». ويجاهر لندن، الذي يعتبر من أكثر مقدمي البرامج شعبية في الكيان الصهيوني، بأنه بات يستعد للبحث عن «وطن آخر» غير الكيان. ويضيف لندن، مقدم البرامج الحوارية البارز في قناة التلفزة العاشرة، أنه متشائم إزاء مستقبل «إسرائيل»، مشيراً إلى أنه يبدو متفائلاً عندما يقول إنه يعطي إسرائيل فرصة 50% للبقاء. ويشير لندن إلى تجذر الشعور لدى قطاعات واسعة من الصهاينة باليأس من قدرة هذا الكيان على البقاء بسبب ما أسماه «العجرفة» التي يتسم به سلوك القيادة الصهيونية.
ويشير لندن إلى أن المعضلة التي يواجهها الكيان الصهيوني تتمثل في أن قيادته غير قادرة على إدارة الحرب بشكل ذكي، ولا تملك الرؤية المستقبلية. ويعتبر لندن أن تعاطي الكيان الصهيوني الإشكالي مع قطاع غزة هو الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأخيرة التي مست بمعنويات الكثير من الصهاينة. وسيضمّن رؤيته هذه في كتاب ذكريات سيصدر قريباً في لندن. ولا يختلف وزير التعليم الأسبق «يوسي ساريد» في نظرته التشاؤمية عن لندن؛ ففي مقال نشرته صحيفة «هارتس» بتاريخ 8/9، يلفت ساريد الأنظار إلى حقيقة أنه عندما تحل الذكرى السنوية لقيام «الدولة» يتفجر السؤال التقليدي: «هل ثمة مستقبل لنا هنا؟». ويضيف قائلاً: «هل بإمكاننا مواصلة التواجد في هذه المنطقة من العالم». ويقتبس ساريد من قصيدة الشاعر الصهيوني «يعكوف جلعاد» التي تصور عمق انعدام الثقة في مستقبل هذا الكيان. ويقول جلعاد في مطلع قصيدته: «إنك لا تريد أن تكون هناك مطلقاً، إذن ما العمل؟ لم يسألك أحد ما الذي جاء بك إلى هنا، لكن عندما تكبر ويكون لك ولد، ويسألك هذا الولد: ماذا أفعل عندما أصبح شاباً؟ ستقول له: غادر هذه البلاد ولا تسأل أحداً».
ويوضح ساريد أن كثيراً من العائلات اليهودية التي ثكلت أبناءها في الحروب باتت تتساءل حول جدوى «تضحياتها». وينقل ساريد عن «نوريت»، شقيقة الطيار «يغآل ستاف» الذي قتل خلال حرب 73، شكوكها حول جدوى «تضحية» شقيقها بروحه من أجل الكيان. وتساءلت نوريت قائلة: «هل راحت تضحيات يغآل سدى». ونوّه ساريد إلى أن نخب الدولة الحاكمة حرصت على منع تفجر أسئلة حول مستقبل الكيان الصهيوني ومدى ضرورة التضحية من أجله. وأشار ساريد إلى أن القيادات التي توالت على إدارة شؤون «الدولة» بذلت كل الجهود الممكنة من أجل «جعل الأكاذيب مسلمات. ويشدد ساريد على أن هذا الواقع هو الذي جعل الكيان الصهيوني يقف عارياً بعد عقود على إقامته، حيث ليس أمامه إلا الحروب». ويردف ساريد قائلاً: «لقد وصلت الأمور إلى درجة أن شعار كل إسرائيلي: أنا وأنت والحرب القادمة». وفي أتون هذا الجدل، يحذر المفكر الصهيوني «روجل ألفر» من أن الضياع الذي ينتظر الكيان يتمثل في تحوله إلى «دولة غير ديمقراطية تتحكم فيها أقلية يهودية، دولة تمارس الطغيان على شعب آخر.
وأشار إلى أن هذا الكيان بات يعتمد على «نظام قمع قاسٍ، تنخر فيه العنصرية والعنف»، وفي مقال نشرته «هارتس» يسخر ألفر من قادة الكيان الصهيوني الذي يعتقد حكامه أن المسيح سينزل وسيجلب معه كل يهود العالم إلى هنا، دولة تتوهم أن الفلسطينيين يمكن أن يعيشوا تحت نظام الفصل العنصري أو أنهم ببساطة يقبلون الطرد إلى مكان آخر. وتساءل ألفر عن مستقبل «دولة يكاد اقتصادها ينهار بفعل عبء نفقاتها الأمنية، دولة تتهددها المقاطعة الدولية، دولة نخبها الحاكمة ينخرها الفساد».
وسخر ألفر من تمجيد الكيان الصهيوني «ديمقراطيته الزائفة»، مشيراً إلى أنه في هذا الكيان بات يُتهم من «يتبنى رأياً مخالفاً بالخائن، دولة يتمنى أغلب قاطنيها أن تتدخل قوة خارجية لإنقاذها من نفسها وتفرض حلاً للصراع يجعل من الحياة طبيعية هنا». ويروي «ناحوم برنيع»، كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرنوت» حادثة تبدو كطرفة، ولكنها حقيقة، وتدلل على انعدام الثقة بإمكانية تواصل الكيان الصهيوني حتى لدى أصدقائه الأمريكيين. ويشير برنيع إلى أن الكاتب اليهودي الأمريكي «وليام غوردس» ذهب إلى طبيب قبل ساعات من إقلاعه من نيويورك إلى لوس أنجلوس، للحصول على وصفة دواء طلب أخذها قبل السفر بالجو. وأضاف برنيع أن الطبيب سأل غوردس: بماذا تعمل؟ فرد غوردس: أنا كاتب. فسأله الطبيب: ماذا تكتب؟ قال: قصصاً حول إسرائيل. فضحك الطبيب، وقال: آه.. أفهم الآن، أنت تكتب قصصاً قصيرة!! ويضيف برنيع: «إجابة الطبيب العفوية تعكس المزاج العام في إسرائيل، وهو مزاج الشعور بنهاية الزمان، مع أنه لا يتحدث عنه أحد لكن الجميع يشعرون به. إنه نوع من اليأس، لا ينبع من الحرب التي كانت أو من الحرب التي قد تأتي، بل من مصادر أعمق»، على حد تعبيره.
:: مجلة البيان العدد 330 صفر 1436هـ، نوفمبر 2014م.

اسرائيل الى زوال (6)
وقعت معركة حطين في 1187 و لم يكن هناك مقدمات تشي بتطور كبير في المواجهة مع الصليبيين و كانت المناكفات و المعارك بين المسلمين اكثر منها مابينهم و بين الصليبيين الذين ارتبطوا معهم بمعاهدات سلام حتى يتفرغوا لقتال بعضهم بعضا.
ودخل التتار بغداد في 10 شباط عام 1258م و قتلوا الخليفة و مليونين من المسلمين و دمروا الدولة و ظن الناس انها الساعة و لم يمض ثلاثون شهرا حتى واجه المسلمون التتار في عين جالوت في 3 ايلول 1260 (25 رمضان 658 هـ) فاوقفوا زحفهم و اجبروهم على التراجع حتى دخلوا الاسلام ثم انسحبوا
الدرس المستفاد انه لا يصح الا الصحيح و ان الغزاة الى اندحار مهما علو في الارض. و انه مهما طال الظلام فسينبلج بعده الفجر وضاءا مشرقا و الخير في و في امتي الى يوم الدين.

سرائيل الى زوال (5)
يعزو الباحثون الاسرائيليون زوال ممالك الفرنجة في فلسطين إلى ثلاثة عوامل:
- أولها ضعف الفكرة، تراجع الفكرة الصليبية وقدرة المجتمع على تحمل تبعاتها، ويقابلها في إسرائيل تآكل الفكرة الصهيونية، بعد رحيل "الآباء المؤسسين"، حيث تحول المجتمع اليهودي في فلسطين المحتلة إلى تجمعاتٍ بشرية باحثة عن الرفاه والمتعة، والحياة الرغدة، وتراجعت الأيديولوجيا التي حركت همم مؤسسي الكيان، وخصوصاً من يسمون "جيل الصابرا"، وهم الجيل الصهيوني الأول، وسموا كذلك إلى قدرتهم على مسك "كوز الصبر" بأيديهم، مع ما فيه من أشواك، دلالة على الخشونة!
- الثاني انهيار الجسر، والمعنى هنا حين أدارت أوروبا للممالك الصليبية ظهرها، وكفت عن إمدادها بالمساعدات، بعد أن شغلتها مشاغلها الخاصة، وقل اهتمامها بالمشروع الصليبي، ويقابله في إسرائيل بداية ارتخاء الاهتمام الأوروبي والأميركي بالمشروع الصهيوني في فلسطين، بعد أن انهارت صورة "اليهودي الضحية"، وتحولت إلى الصهيوني القاتل، كما أن نظرية أن إسرائيل تشكل ذخراً إستراتيجياً للغرب، ورأس حربة للاستعمار الغربي، لم يعد لها ذلك البريق، وفقدت كثيراً من أهميتها، بسبب وجود أنظمةٍ عربية تحرس المصالح الغربية أكثر من إسرائيل، وهنا، بدأ الحديث في إسرائيل عما يسمونه (نزع الشرعية الدولية عن إسرائيل)، باعتبارها مشروعاً استعمارياً عنصرياً، بعد أن تهشمت صورة "واحة الديمقراطية"، أو الفيلا وسط الغابة، على حد تعبير إيهود باراك!
- ثالث العوامل، التغير في البيئة المحيطة، في حالة الحروب الصليبية برزت حالة ممانعة ومقاومة للمشروع الصليبي، مثله آل زنكي وعدد من قادة المسلمين، في مقدمتهم صلاح الدين الأيوبي، ومعه جماهير من أهل مصر وبلاد الشام، وبقية بلاد الأمة. وفي الحالة الإسرائيلية، هناك ثورات الربيع العربي، وحالة الوعي الجماهيري بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، مع ما صاحب الانتصار من محاولات مريرة لتشويهه وإفراغه من محتواه، وهدره في المعترك السياسي، لكي لا تكون له أي ثمار ذات مغزى!

اسرائيل الى زوال (4): قلناها اكثر من مرة و ها هم انفسهم يقولون لنا كيف.
"وما هو الدرس من العراق؟ هو أنه في اللحظة التي يخرج فيها الجيش الاسرائيلي من متر واحد في يهودا والسامرة ستدخل عناصر الجهاد بدلا منه كما حدث في قطاع غزة. وتهدد مطار بن غوريون في أسفله ولن تهبط بعد ذلك طائرة هنا وتهدد بعد ذلك تل ابيب والقدس وحيفا وبذلك ينتهي أمر دولة اليهود. فالامريكيون فشلوا في العراق مع عشرات آلاف الجنود المدربين فكيف يتوقعون أن تنجح هنا بضع عصابات مسلحة فلسطينية؟"
غي بخور
يديعوت 12/6/2014

اسرائيل الى زوال (3)
كثيرون في العالم ومنا يرون ان زوال إسرائيل أحلام. و يعتمدون في ذلك على منطق ان اليهود قد بنوا قوة هائلة و استقر لهم الامر و ان اعدائهم اضعف منهم بكثير. 
و العجيب مدى تركيز اليهود على الامن بينما يحتم المنطق ان الامن هو مطلب الضعيف. 
تأملوا معي هذه الآيات من سورة الحشر التي نزلت في اليهود من بني النضير وقراهم ، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب ، ولم يقطعوا إليها مسافة كثيرة ، وإنما كانوا على ميلين من المدينة فمشوا إليها مشيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ(2).
ارى ان مفتاح زوال إسرائيل هو الامن. فما زال اليهود طلاب حياة ، و اغلبهم من غير المؤمنين، و يحملون جنسيات أخرى أوروبية و أمريكية سيفرون اليها عند افتقادهم الامن. لقد ثبت ان إسرائيل كانت دائما تحشد عشرة اضعاف قوة عدوها خشية خسارة أي معركة و انها استخدمت طيارين مرتزقة في حروبها و خاصة في 1948 و 1973. وان مئات الالاف من الإسرائيليين هجروا البلاد قبيل حرب 1967 ، و عندما رجمتهم العراق بالصواريخ في 1991 ، و كذلك في الحرب مع حزب الله في 2006 ، و الحرب مع غزة. و آخر عملية فزع كانت عندما اعلن نتنياهو بغباء عن قرب توصل ايران لإنتاج القنبلة النووية مما دعاه للاستدراك و التراجع عن تصريحاته و التنبيه على وزراءه بذلك
سيفرون و تزول اسرائيل و بدون قتال اذا علموا ان هناك تهديدا حقيقيا لا طاقة لهم به مثل التلوث او اسلحة دمار شامل لدى عدو لا يمكن مساومته
#القدس لنا #فلسطين كلها لنا
اسرائيل الى زوال (2)
 في المقال السابق تحت نفس العنوان تحدثت عن تأملات و خواطر في سورة الاسراء التي تبين حتمية علو اسرائيل و زوالها. اما في هذا المقال فسأحاول ان اثبت حتمية زوال اسرائيل بمعطيات واقعية و في وقت قريب نقرره نحن بمشيئة الله و عونه. وهدفي من هذا هو ان لا معنى لأي تنازلات و ان اكبر اذى نلحقه بأنفسنا هو الاعتراف بإسرائيل. العالم في تغير مستمر. بل ان التغير هو الثابت الوحيد في هذه الحياة.
لقد شهدنا سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان ثاني قوة في العالم بدون حرب. و شهدنا تحالف الاضداد فرنسا و المانيا و بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وشهدنا اختفاء يوغوسلافيا و صعود الصين و الهند و البرازيل. و سقوط طغاة عرب من حيث لا نحتسب. و شهدنا رئيسا اسودا في اكبر نظام عنصري عرفه العالم. و شهدنا تطورات تكنولوجية غيرت معايير الاتصالات والقوة والاقتصاد و قوانين الحرب. وكل هذا يعني ان العالم يتغير و بسرعة فائقة. ان الكيان الاسرائيلي ليس استثناء وهو يحمل اسباب فنائه في اسباب و جوده ذاتها. و ان كانت الاسباب او بعضها قوية في وقتها فان الظروف قد تغيرت كثيرا مذئذ.
اسرائيل وجدت بالنسبة لليهود لنكون و طنا آمنا لا تتكرر فيه المذابح او التمييز ضدهم. ووجدت اسرائيل بالنسبة للصهاينة المسيحيين للتخلص من اليهود و للتعجيل بظهور المسيح. و لكن كل الاسباب الدينية و الانسانية لم تكن لتحقق نتائج حقيقة لولا المصالح التي دفعت الكبار الى المساعدة في ايجاد هذا الكيان كي لا تقوم للشرق قائمة بعد قرون طويلة من الصراع انتهت بالنسبة لهم بسقوط الدولة العثمانية و زرع كيانات صغيرة ضعيفة يسهل السيطرة عليها مكانها. مهما كانت قوة اسرائيل المادية فإنها لا يمكن ان تعوض ضعف تكوينها و لا يعادل ذلك إلا تخاذلنا و تنازلنا.
ونقاط ضعف الكيان الاسرائيلي واضحة وضوح الشمس لمن اراد. و يبدأ الضعف كما لا يخفى على الاسرائيليين من موضوع الامن. اننا يمكننا و بمقاومة بسيطة جعل اسرائيل المكان الاقل امانا لليهود وبالتالي نفي اساس وجودها. اما نقطة الضعف الثانية فهي صغر مساحة فلسطين الكلية و صغر المساحة التي يقطنها 80% من الاسرائليين في مثلت حيفا-يافا-القدس الذي لا تتجاوز مساحته 2500 كيلومتر مربع و يشربون من حوض واحد معظمه تحت الضفة الغربية. وهذا يعني عدم القدرة على احتمال اي تراجع. اما النقطة الثالثة فهي التركيبة السكانية الضعيفة عدديا و نوعيا فهي تتكون من اكثر من 80 قومية متنوعة الحوافز و الانتماء و التدين. اما عدديا فان عدد الفلسطينيون في داخل فلسطين اليوم يماثل عدد اليهود و مرشح للزيادة باضطراد. وليس هذا فقط فان كل التجمعات السكانية لا تبعد عن حدودها شيئا. اما النقطة الرابعة فتكمن في البعد الاخلاقي الذي تقوم عليه الدولة و الذي ما فتأ يتآكل لدى اليهود انفسهم مع ادراكهم فشل المشروع الصهيوني لانتفاء اسبابه و صمود اصحاب الحق. الحقيقة الكبرى التي نتجاهلها بل نغطي عليها لغرض في نفس يعقوب هي ان اسرائيل لا يمكن ان تكون او تستمر لولا الدعم الخارجي لها مقابل الدور الذي تقوم به و هنا مربط الفرس.
 و من اسخف ما تسمعه هو النفوذ الاسرائيلي في الغرب و الرأي العام الغربي. لا اسرائيل و لا اي دولة تتحكم في السياسة الامريكية زعيمة العالم الحر (كما يقولون) او في سياسة اي من الدول الداعمة لها، بل يتحكم فيها فقط مبادئها و مصالحها. وان الرأي العام يهتم بمصلحة بلاده و رفاهيته قبل اي شيء. ان امريكا و العالم الغربي عامة يرى ان اسرائيل هو كنزه الاستراتيجي في المنطقة ما دامت تقوم بدورها بكفاءة. اما دورها فهو المساعدة في السيطرة على المنطقة بحيث لا يشكل الشرق تهديدا للغرب و يضمن الغرب طرق المواصلات و البترول و حماية الانظمة الموالية له. و الاهم الحيلولة دون وقوع المنطقة تحت سيطرة الخصوم او المنافسين. اي انها كبيرة العملاء في المنطقة وقد رأينا كيف تتخلى امريكا عن عملائها كما تتخلى عن احذيتها القديمة ابتداء من شاه ايران الى مبارك. لقد انتقلت مهمة حماية اسرائيل من بريطانيا الى امريكا مع انتقال القيادة واستمرار الاهمية. ولكن العالم يتغير و بسرعة فالتكنولوجيا غيرت بنية الاقتصاد و الامن و مفهوم الحرب في عقدين من الزمان اكثر مما تغير في مئة سنة قبلها. كما ان بدائل الطاقة اضحت قريبة وسيأتي اليوم الذي تفقد فيه امريكا مركزها القيادي الاقتصادي او تفقد اسرائيل جدواها فهل لمهمة حماية اسرائيل ان تنتقل بعد ذلك الى المانيا او روسيا او الصين او تركيا او ايران؟.

سرائيل الى زوال (1)
قرأت سورة الاسراء كثيرا و في كل مرة كنت اتأمل كيف ان الاسراء ذكر في الآية الاولى فقط مع التأكيد على "المسجد" الاقصى وما "حوله". ثم ينتقل الحديث الى بني اسرائيل. فاذا علمت ان القدس لم تكن اسلامية او يهودية و قتها فانك امام معجزة عجيبة.
القرآن الكريم هو معجزة الاسلام الحية تدركها بمجرد سماعه او قراءته ناهيك عن تدبره. ففي صياغته و نظمه وتصويره و نغماته ما لا تخطئه اذن. و قد كان القرآن دائما وسيلة الهداية بمجرد السماع. و يستطيع الكثير ممن لا يحفظون القرآن ان يدركوا اي خطأ في تلاوته حتى بدون ان يعرفون الكلمة الصحيحة او النطق الصحيح لها. ومن اعجاز القرآن الاحساس كأنه نزل الساعة فيما يعالج من قضايا انسانية و اجتماعية.
وتجد ان الله عز و جل يكرر القسم او التأكيد في مواقف كثيرة لما يعلمه من ضعف ادراك الناس خاصة عندما يكون الامر بعيدا عن الادراك. خذ مثلا قوله تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا". الآية 9 من سورة الاسراء. جاءت مباشرة بعد الايات التي تذكر بني اسرائيل: "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا". اي ان علو يني اسرائيل مقضي عليه بالفناء مهما كانت عدد المرات التي يعود فيها. اليس هذا بعيدا عن ادراك الناس حتى في يومنا هذا؟؟
هذه واحدة. اما الثانية فتأمل قوله تعالى في الايات 105-108 قبل نهاية نفس السورة: "وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً. قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ". انها سلسلة تأكيدات على احقية ما في القرآن جاءت مباشرة بعد الآية العجيبة: " وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا". اقول عجيبة و من الصعب ادراكها في وقتها لان بني اسرائيل لم تكن بالقوة التي تذكر ولم يكن لهم حتى وجود في القدس و ما حولها. و ها هي تتحقق امام اعيننا بعد 14 قرنا من نزولها
الم اقل من البداية ان اسرائيل الى زوال. و سأثبت في الجزء التالي من هذا المقال و بالمعطيات العملية و المادية ان اسرائيل الى زوال. و ان وجودها عابر و ان اي تسويات او تنازلات هي تفريط في غير محله وان وجودنا في هذا الزمان و المكان تشريف للمرابطين و الصامدين و المجاهدين " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ" الآية 31 سورة محمد