الأربعاء، 28 يناير 2009

مسؤولية العرب والمسلمين خاصة والانسانية عامة

تسمع الكثير من المواقف الفردية العربية السلبية تجاه القضية الفلسطينية. ومن ذلك ما هو ضد الفلسطينيين كشعب. او ضد مبدأ استمرار الحرب مع اليهود. او الدعوة الى الاهتمام بالشأن المحلي والتنمية. او حتى مجرد الدعوة الى الاستمتاع بالحياة ونبذ الحروب و تجنب هذه المواجهات وتجنب الخسائر والمحافظة على المكاسب التى استحققناها بعد طول عذاب.
ظاهر الكلام منطقي ومعقول ،واستطيع قبوله على محمل حسن النية. الا ان هناك مغالطات هامة. ففلسطين نفسها بحدودها الحالية كانت دائما جزءا من بلاد الشام، والتي كانت بدورها جزءا من دار الاسلام التابعة للخلافة، وبقيت كذلك حتى اتفاقية سايكس بيكو 1916 ، والتي تم تنفيذها في 1917. وبدأت بريطانيا بتنفيذ المرحلة العملية لا نشاء الوطن القومي لليهود بوعد بلفور في نفس العام. اي ان فلسطين التي اغتصبت هي بعض ديار الاسلام ولم تنعم يوما باستقلال او صفة مستقلة لها عن جيرانها. بل ان اهلها لم يرتبطوا معا شمالا وجنوبا او غربا وشرقا باكثر مما ارتبطوا بجيرانهم المباشرين في لبنان وسوريا والاردن وسيناء. ويكاد تقسيم المشرق العربي كله مفتعلا لانشاء اسرائيل. وما زالت اسرائيل ومن هم ورائها يسعون لتقسيم البلاد المقسمة على اساس ديني او طائفي او عرقي بما يتناسب مع طبيعتها وبما يضفي الشرعية والقبول لمبدأ وطن قومي لليهود. وهل ما تسرب عن مشروع الشرق الاوسط الجديد في عام 2006 ببعيد؟؟
ان قيام اسرائيل على ارض فلسطين ادى الى زعزعة استقرار المنطقة بتشريد وحرمان شعب فلسطين من حقه في تقرير مصيره على ارضه. وهو شعب حي لن يموت ولن يختفي بسهولة. وكان قيامها سببا في تقسيم المنطقة ومصدرا لتهديدها بمزيد من الانقسام لالغاء البعد القومي العربي للدول المجاورة واعادة تأسيسها على اساس مذهبي . ولم تخف اسرائيل وحلفائها من ورائها قلقها من مشروع عبد الناصر للتحرر ولتنمية مصر الذي ادى الى سلسلة الحروب ضد مصر في وقت مبكر من 1954 الى 1956. ولان فلسطين جزءا من ارض الاسلام بل جزءا من العقيدة، فان اسرائيل لن تشعر بالاستقرار ابدا مع وجود اي قوة اسلامية ولو على بعد منها. ولم تخف اسرائيل قلقها من القوة المحتملة لايران.
مجرد وجود اسرائيل في المنطقة هو خطر، بل عدوان كبير. ولا نقصد فقط احتمالات التوسع والعدوان والاطماع والمنافسة والسيطرة الاقتصادية وقد حدث هذا كله، ولكن مجرد وجودها لا يستقيم الا مع تحالفها مع القوى الكبرى الذي تقوم من خلالها بتقديم ما تحتاجه لضمان مصالحها ولو تضاربت مع مصالح اصحاب المنطقة. وما نراه حاليا من انظمة تابعة هو حصاد السنين لوجود اسرائيل. لقد افلحوا في زرع انظمة ضعيفة متشاكسة تهاب اسرائيل لو عادتها وترجو حمايتها لو صادقتها. وقد علموا ان اسرائيل هي سفارة الاقوياء وقاعدتهم العسكرية وكلبهم الشرس. ان مجرد وجود اسرائيل هو بلاء ما بعده بلاء. ان نية الغرب المساعدة في زرع اسرائيل في المنطقة تواكبت مع سقوط او اسقاط الدولة الاسلامية وكتدبير احترازي في انشاء قاعدة متقدمة تضمن عدم قيام قائمة للشرق. ثم طور الامر لا حقا لضمان المصالح المشروعة وغير المشروعة في المنطقة. فماهي الا مشروع عدوان دائم على المنطقة كلها.
والخلاصة ان المواجهة مع اسرايل ليست مسألة اختيارية. وليست مسألة مساعدة للشعب الفلسطيني تمليها اعتبارات العروبة والاسلام والمبادىء الانسانية. انها مواجهة مفروضة لعدوان دائم وخطر قريب على امن الشعوب العربية والاسلامية. بل هي خطر مستمر حتى لو خرج الشعب الفلسطيني من المعادلة باقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس وهو غير محتمل. او بأي حل آخر غير زوال اسرائيل. وهذا قرآن وقدر لا انفكاك منه. وان عدتم عدنا.
ليس المطلوب الحرب فهي آخر المطاف. ومازال هدى الرسول عليه الصلاة والسلام هو الهدى. فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وانت على ثغرة من ثغر الاسلام فلا يؤتين من قبلك. ومن جهز غازيا فقد غزا.

لا اصالح ولا اتنازل

في حرب 1948 شعر العالم ببعض مسؤوليته الاخلاقية عن تشريد الشعب الفلسطيني فانشأ وكالة دولية خاصة لاغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الاونروا). اما في غزة 2008 وكما كان الامر في لينان 2006 خاصة، وفي كل الضربات الاسرائيلية عموما. فقد اعفينا الاسرائيليون والعالم الذي يساندهم من المسؤولية القانونية والاخلاقية والمادية عن الدمار بمختلف انواعه. او هكذا يبدو. لم يتصدى العرب لدفع ثمن الاعمار وحسب بل راحوا يرجون العدو ومؤيديه بقبول دخول المساعدات مع التأكيد له ان عملية الاعمار لن تقوي المقاومة وان الدمار لن يؤثر على المفاوضات القادمة. وعفا الله عما مضى. هذه نقطة هامة يجب التوقف عندها. لماذا لا نتابع الامر الآن في الامم المتحدة وغيرها. بالطبع فاني لا ادعو الى عدم مساعدة الفلسطينيين او الحرص على اظهار عذاباتهم. وحرمانهم المتعمد من ابسط حقوقهم "للمحافظة على الهوية" كما يقولون. ولكن اقول ان لاننسى مسؤولية العدو المباشرة عن الدمار واضافته الى قائمة الحساب.
اي ضرر او اي حياة تفقد او اصابة يجب ان تسجل وتضاف الى قائمة الحساب ولا تسقط بالتقادم او بالتصالح. يجب ان يكون هناك سجل خالد بكل الاعتداءات والخسائر. كتاب اسود يقسم عليه كل المصابين ان لا تنازل. وكيف نتنازل عن حق من فقدوا الحياة منا؟. لقد شرد ابي من وطنه ثم ذاق كل انواع الاعتداءات والظلم الى ان مات فكيف اصالح وعماذا اتنازل. اريدهم ان يعيدوه حيا ويعوضوه عن كل الظلم. اما انا فاريد ان اعوض عن كل عذاباتي او ان يعيدوني رضيعا الى مسقط رأسي وان أحظى بحقي بحياة طبيعية هناك.

الاثنين، 19 يناير 2009

ازمة النظام العربي

الخلافات بين السياسيين شيء عادي ولا جديد فيه . كذلك الحقد والعداء بينهم في كل مكان من بريطانيا الى اسرائيل الى اعضاء الاسر الحاكمة في اي بلد. المشكلة لدينا ليست في الاحقاد الشخصية والقطرية. المشكلة في عدم وجود زعامة سياسية بارزة للمنطقة منذ ان الغى السادات زعامة مصر للمنطقة باعلان التبعية لامريكا. الف باء الزعامة هو الاستقلال. لايمكن ان يتبع الاخرون تابعا. هذه هي المشكلة وما زالت. الا ترى كيف تسعى مصر لخدمة السيد على حساب الشقيق والتابع، لو وجد. الا ترى كيف تنأى السعودية بنفسها عن مجرد شبهة الوقوف مع الحق. هذا هو السبب. وقد حاول عمرو موسى وغيره تقوية وتأطير نظام سياسي عربي يجمع الامة من خلال جامعة الدول العربية، الا انه فشل بسبب عدم وجود الزعامة المستقلة.

الوحدة الوطنية

الذين يعيبون على الفلسطينيين الانقسام والتشرذم نسوا او تجاهلوا حقائق هامة وبعضها بديهي: 1- ان الانقسام كان دائما هو السمة الغالبة في كل الدول التي تعرضت للاحتلال. كان هناك دائما اتجاهات بين موال او مهادن او منافق او مقاتل. حدث هذا في مصر والجزائر وفرنسا وفيتنام والهند والصين وفي كل مكان اذكره. 2- ان الخلاف على الاساليب وارد دائما ولكن العلة في العمالة أو حتى الاستسلام فهذا ليس خلافا في الرأي ولا انقساما. و لا علاج له الا التجميد. فمن العبث البحث عن كلمة سواء او حل وسط. فقط تجميد الخلاف ما امكن. 3- ان الخلافات بين السياسيين شيء عادي ولا جديد فيه . كذلك الحقد والعداء ينهم في كل مكان من بريطانيا الى اسرائيل الى اعضاء الاسر الحاكمة في اي بلد. المشكلة في التبعية. المشكلة هي في التدخلات الخارجية وما أكثرها. فحالما يظهر تيار اي مستقل مبني على مبدأ يسارع الاخرون من الداخل والخارج الى شراءه او تدميره او خلق المنافسين التابعين لهم. 4- ان اغلب الانقسام الفلسطيني هو انعكاس للانقسام العربي مابين سلطاته وشعوبه. فالحكومات تدعم خط الاستسلام والتصفية والشعوب تدعم خط المقاومة والتحرر.

الأربعاء، 14 يناير 2009

العودة الى الجذور / 1/ يمكننا فعل الكثير بدون حرب وبدون الغاء اتفاقيات

بدأت القضية كمشكلة يهودية وانتهت اليوم كمشكلة فلسطينية اقصى اهدافها حدود 1967. حتى حركات التحرير التي كانت موجودة وناشطة قبل 67 غيرت جلدها وهدفها. لقد اهملنا جذور المشكلة وانشغلنا بالاعراض. نسينا جذور الباطل وساقه وانشغلنا بفروعه واشواكه. والادهى اننا اتخذنا هذا منهجا عاما في التفكير والتدبير. وكلما توصلنا الى حل مشكلة فرعية وجدنا ان الحل لا يصلح لان الساق الاصلي موجود فما بالك بالجذور. يجب ان لانفقد التركيز على الاصل. سيقولون لا قبل لنا على الحرب و لا رغية لنا بها. ونقول لا بأس. لنتعلم من الصين التي اصرت على استعادة هونج كونج ومكاو وفي طريقها لا ستعادة تايوان. هذا مع التذكير بأن هذه البلاد لم تكن مغتصبة، ولكنها جزء من التراب الصيني. اما في الهند فقد رأى غاندي انه لو بصق الهنود على الجزر البريطانية لأغرقوها. اقتنع الهنود بذلك وذهل البريطانيون ولم يكن امامهم الا الانسحاب بدون حرب بعد 300 سنة احتلال. لسنا اليوم باقل من الهنود وليست اسرائيل باكبر من بريطانيا وقتها. ما ينقصنا هو الارادة.
الف اجراء يمكن ان تقوم به الدول العربية لاستعادة مكانتها واحترام كلمتها بدون الحرب:
1- الاتفاق على الحد الادنى من الموقف السياسي واقله سحب مبادرة السلام العربية. لسببين مباشر هو انها لم تحترم من قبل العدو وانه قد سالت دماء كثيرة بعد ذلك لا يمكن تجاهلها. اما السبب الثاني فهو في جوهر القضية وجذروها. لا يمكن للعرب او غير العرب التنازل عما لا يملكون وهو فلسطين. حتى الفلسطينيون انفسهم لا يملكون التنازل عن اي جزء من فلسطين لانهم مستكرهون ولان ذلك لايستقيم مع الطبيعة. ناهيك أن الامر بالنسبة الينا جزء من الدين.
2- سحب السفراء وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الى الحد الادنى وعدم الدخول في مفاوضات او مشاريع جديدة. والاكتفاء بتصعيد المقاطعة السياسية والاقتصادية والامنية بنسبة تباطوء العدو عن تنفيذ التزاماته
3- وقف التعاون الاستخباراتي مع العدو ثم مع من يدعمة
4- التمسك بالحق وجعل ذلك في مناهج التعليم للصغار وفي الاعلام للكبار
5- تنمية و تثقيف المنظمات الاهلية والنقابات المهنية و تحضير خطط عمل منسقة كل في مجاله. والسماح لمجالس الامة بمراقبة تصرفات الحكومات
6- التكافل مع اسر الشهداء والجرحى والمجاهدين والصامدين
7- المقاطعة الاقتصادية الاهلية للعدو ومن يدعمه
8- الاعلام الموجه للامة وللعدو على السواء. وخاصة ما يركزعلى الحق العربي والباطل الصهيوني
9- التوقف عن تقديم الخدمات في الموانىء والمطارات ومراكز الحدود.
10- التوقف عن ملاحقة اعضاء وحركات التحرير او بعض منها
11- غض النظر عن حماية المضائق البحرية او البرية
12- رفع الجمارك والعوائق على المستوردات حسب الدول
13- التركيز على التنمية البشرية ( التعليم، الصحة، التدريب، تمكين المرأة، الحريات...) للفلسطينيين داخل البلاد وخارجها وكذلك للدول المحيطة بالعدو والقريبة منه
14- التنمية البشرية للشعوب العربية كافة لا سيما الاقل نموا لانها الرديف
15- المعاملة بالمثل فيما يتعلق بتأشيرات دخول الاجانب واذون العمل.
16- دعم حركات التحرر العالمي
17- تسوية المشاكل مع الجيران او تجميدها ما أمكن.
18- تفعيل جامعة الدول العربية لا سيما العمل المدني والاهلي فيها او تشجيع انشاء جامعة شعوب عربية للمنظمات غير الحكومية والنقابات 19-اعادة انشاء منظمة التحرير الفلسطينية على اساس تمثيل الشعب الفلسطيني كله وليس في حدود السلطة الوطنية في غزة والضفة. منظمة يقودها اهل العلم والثقافة والفكر من الفلسطينيون تحفظ الحق وتحشد الجهود وترفد جميع اشكال المقاومة وتغيث المصابين.
لقد فكرت في هذا في 10 دقائق فما بالك بفريق من الخبراء يحصر امكانيات الامة ومواردها المادية والمعنوية ويضع خطة تصاعدية؟؟؟....المهم توافر الارادة فالموارد ومصادر القوة لدينا لا حصر لها

ما الذي نريده من مؤتمر القمة العربية

لا نريد منكم الحرب ولا التنديد ولا حتى أضعف الإيمان. فقط عدم التنازل عما لاتملكون لمن لا يستحقون. نريد منكم عدم التعامل مع القتلة أعداء الله أعداءالدين مغتصبي الأقصى وما حوله. الذين توعدهم الله "وان عدتم عدنا". نريد منكم سحب ما يدعى بمبادرة السلام وسحب الاعتراف بكل قرارات مجلس الأمن التي تعط إسرائيل بعضا من أراضي المسلمين. لا نريد منكم حربا ولا غضبا و لكن فقط عدم الاعتراف أو التعامل مع العدو. لا تقولوا لنا ان مانفعله من أجل الفلسطينيين. حتى أهل فلسطين لا يحق لهم التنازل عنها وهم مستكرهون. فما بالكم انتم؟؟.كيف ستواجهون ربكم؟؟. اقرأوا سورة الاسراء.
حتى في الدنيا. لقد طاوعهم السادات. فهل أفلحت مصر من بعده؟؟ انظروا إلى مكانة مصر وترتيبها الدولي في الصحة او التعليم او مكانة المرأة او الفقر او البيئة او أي شيء اليوم وقارنه بترتيبها منذ 30 او 40عاما. لقد استعادت مصر سيناء مقابل التنازل عن فلسطين والاعتراف باسرائيل ولكنها تكاد تفقد نفسها الآن.

غزة انتصرت وهاهو البرهان:

1- الوقت المقدر والمعلن عند بداية الجريمة كان اسبوعين. وقد قامت امريكا واوروبا بالدور المطلوب في تعطيل قرار مجلس الامن حتى اليوم الرابع عشر. 2- لا يمكن مرور قرار لمجلس الامن الا برضا امريكا ومعنى مروره الآن ان اسرائيل لا يمكنها ان تفعل اكثر مما فعلت. 3- صباح الجمعة الوقت المخصص لاعلان انتهاء الحرب ومزاعم امريكا واسرائيل بالنصر اطلق 15 صاروخا على اسرائيل في ابلغ اعلان للفشل العدوان. فاسرائيل لم تحقق اي من هدفيها المعلنين وهما القضاء على حماس (مبدأ الجهاد) ولا بالقضاء على الصواريخ (مبدأ الإرادة). 4- ماشهدناه حتى الان هو الحرب الالكترونية او جريمة القتل والتدمير عن بعد. اليهود يهددون بالمرحلة الثالثة والرابعة وهي المعركة البرية التي جبنوا عن الدخول فيها عام 2006 في لبنان حتى آخر الحرب ولكنها لم تجد بل فضحت اسطورتهم وزادوتهم خسرانا. حماس مازالت تنظر المعركة مع الاسرائيليون وما زال الاسرائيليون لا يجرؤون عليها بعد 3 اسابيع من الحرب. 5- في 1967 سقطت غزة وسيناء في ستة ايام تقدم الإسرائيليون خلالها 400 كيلومتر. وفقدنا آلاف الجنود ولم نحارب. اليوم يتحدثون عن التقدم كيلو متر هنا وبضع مئات من الامتار هناك. انظر الى BBC والعربية تعلن في كل يوم تقدم الجيش الاسرائيلي نحو غزة. غزة متاخمة للحدود وعمقها من البحر حتى حدود 67 هو 5 كيلومتر فقط وما زال رابع اقوى جيش في العالم يتقدم. غزة الصغيرة المحاصرة المخنوقة المجوعة المكتظة بالفقراء واللاجئين تصمد و تعيد الكرامة للعرب و تتلقى ظلم ذوي القربى. الله الله عليك ياغزة يا منصورة. بالله عليكم اذا كانت غزة تستطيع فالا تستطيعون؟؟؟؟ 6- اما بالنسبة للاسرائيليون فقد كانوا وما زالوا مجرمون عنصريون قد سفكوا ما يكفيهم من الدماء هذه المرة ونجوا من الاسر والذبح الجماعي . وسيقبضون ثمن الحرب وتجربة الاسلحة الجديدة من امريكا. و سيبتزون مصر علنا للحصول على أتعابهم مقابل ضرب الحركة الإسلامية ومنع تكوين امارة اسلامية على حدود مصر كما قال اركان نظامها علنا، ونظرا للظروف الاقتصادية العالمية المعروفة ولان اداء السعودية الدبلوماسي والاعلامي كان فاشلا فان عليها تحمل الكلفة المادية المباشرة. وعليها التسريع في تغيير المناهج وتكميم وقمع العلماء وتقديم الجهلاء والعملاء والسفهاء الى مواقع المسؤولية

التعريف السياسي الخاطىء

تحية اجلال الى المجاهدين والمقاومين في فلسطين. واحذروا الانزلاق في فخاخ خبثاء السياسة والدبلوماسية ومنها فخ المرونة وعدم تكرار اخطاء السلف وتضييع الفرص . فالمفاوضات والدبلوماسية ليست واجبكم ولا عملكم حتى الآن. لقد زعموا ان ما يجري هو حرب بين اسرائيل والمقاومة او اعتداء اسرائيلي على غزة و حماس. ويجري الحديث عن الطلبات والشروط لانهاء هذه الحرب او هذا العدوان. ان هذه المعالجة خاطئة وسببها التركيز على الاعراض والنتائج وتجاهل الجذور. وهذا بعض المنهج الذي ابتدأ مع مقولة ازالة آثار العدوان بعد هزيمة 1967 . انه خدعة كبرى دست علينا من قبل بعض الوسطاء الصهاينة (كيسنجر وامثاله). وظاهرها بان علينا الا نضيع الفرص. وباطنها التضحية بالحقوق الاساسية والمبادىء مقابل مكاسب مادية او شكلية من قبيل شيء افضل من لاشيء. انطلى علينا هذا الاسلوب في المعالجة حتى سمعنا المجاهد اسماعيل هنية يتحدث عن الجهود السياسية والدبلوماسية الجارية بعقل مفتوح كما قال. وفي كل مرة نتبع هذا الاسلوب فان علينا ان تنازل عن جزء من حقوقنا ومبادئنا مقابل ازالة بعض اثار العدوان الاساسي، او حتى تجنب مزيد من العدوان. ما يجري الان في غزة هو جريمة بكل المقاييس. عدوان باسلحة هائلة على شعب كامل يدعم حركة تحرير محدودة جدا. الذي يجب التركيز عليه هو ان الحصار و العمل العسكري الاسرائيلي هو جريمة لا يجوز للمجرم فيها الحصول على اي مقابل لها. وان على العالم ان يواجه مسؤولياته. الدعوة الفلسطينية (او العربية، او الفنزويلية لو تخلف العرب والمسلمون) في الامم المتحدة وغيرها يجب ان تطلب وقف الجريمة التي تنفذها اسرائيل باسلحة امريكية ودعم غربي وتواطوء من بعض الاخوة.

بالارقام..ومنطلق خاطىء

قتل الف شخص في غزة بالنسبة لعدد سكانها يساوي 50000 الف انسان بالنسبة لمصر. وجرح 4500 بالنسبة لغزة يساوي حسابيا 225000 انسان بالنسبة لمصر . هل كنا سنسكت؟. اما بالنسبة للسعودية فهو 17000 قتيل و 75000 جريح. فهل كنا سنسكت؟ ونعرض مبادرات ونتواسط مع العدو ونتلاوم ما بين انفسنا؟؟. هل ندعوها حربا او عدوانا؟؟ . بالنسبة لاسرائيل فهو اكثر من 3500 قتيل و 15000 جريح، اما بالنسنة لامريكا التي لم تغفر ابدا ضرب برج التجارة العالمي فهي 200000 قتيل ونحو مليون جريح. مايجري ليس حربا ولا عدوانا ولا ضربة قاسية ولا نزاع. المنطلق كله خطأ. الذي يجري هو جريمة كاملة ضحيتها شعب اعزل ذنبه انه مشرد و مطارد ومحاصر ويقاوم. انها جريمة تنفذها اسرائيل بسلاح امريكي رهيب وبدعم غربي معتاد وتواطىء بعض الاخوة وهو الاشد ايلاما. المطلوب الآن هو ملاحقة العدو (واعوانه) كمجرمين وليس البحث عن تسويات لمكافئته على جريمته. يجب ان لا نسمح للمجرم ابدا الحصول على مكاسب مكافأة عاى جريمته. لقد كان هذا منطق عدونا تجاه المقاومة وهي حركة تحرير مشروعة بل اشرف مشروع لاي شعب، فكيف بنا تجاهه وهو غاصب مجرم؟؟