العودة الى الجذور 2
خلاصة الجزء الاول هو اننا درجنا على التعامل مع فروع المشكلة ونسينا الجذور والساق. وان الداعين الى التعامل مع الفروع يتذرعون بأنه لا قبل لنا بالحرب، مع ان هناك الف طريقة لمواجهة المشكلة بدون تنازل عن الحقوق الاساسية والمبدأ وبدون حرب.
منذ 1967 ومقولة ازالة اثار العدوان تضعنا في متاهة المساومات والتنازلات. كسيدة برناردشو التي قبلت مليونا مقابل قبلة فاجابها ما دمنا قد اتفقنا على المبدأ فلنتفاوض على المبلغ. الحق حق لا يتجزأ. لقد اعجبتني كلمة لنتانياهو في كتابه مكان تحت الشمس ان حقه في نابلس هو كحقه في غيرها من ارض فلسطين. فاذا انسحب من نابلس فان العالم سيطالبه بالانسحاب من عكا وحيفا على نفس الاساس. هو يتمسك بالمبدأ على فساده. اما نحن فنوغل في الازدواجية او التنكر او الكذب الى ان بلغ بنا الامر ان تنازلنا عن اربعة اخماس فلسطين ونوهم انفسنا بانقاذ الخمس المحتل في عام 1967. وحجتنا في ذلك وجوب المرونة. وعدم تضييع الفرص. ويعيدون على اسماعنا غلطتنا بعدم اتباع السادات بنظرته الثاقبة التي ادين عليها في وقتها. واننا لاقبل لنا بالحرب واننا قد جربناها وقدمنا عشرات الالاف من الشهداء ومئات الاف المشردين والمدن والمصانع المدمرة ولم تأت بنتيجة للأننا لا نستطيع محاربة امريكا.
نتازل عن اربعة اخماس فلسطين ونوهم انفسنا بحل ولا نحصل عليه؟. اما من يحلمون بحل الدولة الواحدة منذ مبدأ فتح الى المرحوم ميثاق منظمة التحرير القائم على اساس دولة علمانية في فلسطين لجميع مواطنيها بالتساوي الى دعوات فلسطينيي 48 بدولة اسرائيلة ولكن على اساس قوميتين الى دعوى المرحوم ادوارد سعيد الى مشروع اسراطين. كلهم نسوا ان فلسطين ككيان سياسي اخترع تمهيدا لقيام اسرائيل. اي انه بدون هدف وجود اسرائيل فلم يكن لتقسيم لبلاد الشام من سبب ولا لكل المشرق على الاقل. بل ولا لسقوط للخلافة حتى.
لقد ملوا المواجهة او تعبوا ونسوا الوفاء للشهداء. فليتنحوا جانبا اذا تعبوا. فليسلكوا اي طريق شاءوا ولكن بدون تنازلات. السادات حصل على انسحاب عسكري اسرائيلي من سيناء مقابل اخراج مصر من الحرب. اي ترك باقي الشركاء العرب بلا قوة كافية للتفاوض. بل ان السادات قد اعترف باسرائيل على اربعة اخماس فلسطين بدون اي تردد باعتبار فلسطين ارضا غير مصرية وبالتالي عطاء من لا يملك لمن يستحق واوهمونا بانه باع اليهود الهواء. وفوق هذا كله فقد فصل مصر عن عمقها العربي ورهن الارادة المصرية كلها بيد الامريكان لانه ،على حد قوله، يثق بكارتر. وحصلت مصر على مساعدة امريكية اقتصادية وعسكرية سنوية بدت سخية الا انها افقدتها مكانتها السياسية الرائدة في العالم العربي وفي افريقيا. وخرقت امنها الاستراتيجي بفقد قوتها العسكرية الرادعة. ولان هذا الوضع لا يستقيم ابدا مع ارادة الشعب الحرة فانفصل الحكم تماما عن الشعب وبدلا من استناده الى قوى الشعب العامل او الاحزاب السياسية الحرة فقد استند الى نخبة سرعان ما خرجت على القانون واستشرى الفساد بكل صوره وفي كل المستويات. وكانت النتيجة مانرى من تدهور مكانة مصر بين دول المنطقة والعالم في كل المجالات مقارنة بثلاثين او اربعين عاما مضت. انظر الى تقارير الامم المتحدة في الصحة والتعليم والفقر والبطالة والامية والفساد والحريات ومكانة المرأة.
خلاصة الجزء الاول هو اننا درجنا على التعامل مع فروع المشكلة ونسينا الجذور والساق. وان الداعين الى التعامل مع الفروع يتذرعون بأنه لا قبل لنا بالحرب، مع ان هناك الف طريقة لمواجهة المشكلة بدون تنازل عن الحقوق الاساسية والمبدأ وبدون حرب.
منذ 1967 ومقولة ازالة اثار العدوان تضعنا في متاهة المساومات والتنازلات. كسيدة برناردشو التي قبلت مليونا مقابل قبلة فاجابها ما دمنا قد اتفقنا على المبدأ فلنتفاوض على المبلغ. الحق حق لا يتجزأ. لقد اعجبتني كلمة لنتانياهو في كتابه مكان تحت الشمس ان حقه في نابلس هو كحقه في غيرها من ارض فلسطين. فاذا انسحب من نابلس فان العالم سيطالبه بالانسحاب من عكا وحيفا على نفس الاساس. هو يتمسك بالمبدأ على فساده. اما نحن فنوغل في الازدواجية او التنكر او الكذب الى ان بلغ بنا الامر ان تنازلنا عن اربعة اخماس فلسطين ونوهم انفسنا بانقاذ الخمس المحتل في عام 1967. وحجتنا في ذلك وجوب المرونة. وعدم تضييع الفرص. ويعيدون على اسماعنا غلطتنا بعدم اتباع السادات بنظرته الثاقبة التي ادين عليها في وقتها. واننا لاقبل لنا بالحرب واننا قد جربناها وقدمنا عشرات الالاف من الشهداء ومئات الاف المشردين والمدن والمصانع المدمرة ولم تأت بنتيجة للأننا لا نستطيع محاربة امريكا.
نتازل عن اربعة اخماس فلسطين ونوهم انفسنا بحل ولا نحصل عليه؟. اما من يحلمون بحل الدولة الواحدة منذ مبدأ فتح الى المرحوم ميثاق منظمة التحرير القائم على اساس دولة علمانية في فلسطين لجميع مواطنيها بالتساوي الى دعوات فلسطينيي 48 بدولة اسرائيلة ولكن على اساس قوميتين الى دعوى المرحوم ادوارد سعيد الى مشروع اسراطين. كلهم نسوا ان فلسطين ككيان سياسي اخترع تمهيدا لقيام اسرائيل. اي انه بدون هدف وجود اسرائيل فلم يكن لتقسيم لبلاد الشام من سبب ولا لكل المشرق على الاقل. بل ولا لسقوط للخلافة حتى.
لقد ملوا المواجهة او تعبوا ونسوا الوفاء للشهداء. فليتنحوا جانبا اذا تعبوا. فليسلكوا اي طريق شاءوا ولكن بدون تنازلات. السادات حصل على انسحاب عسكري اسرائيلي من سيناء مقابل اخراج مصر من الحرب. اي ترك باقي الشركاء العرب بلا قوة كافية للتفاوض. بل ان السادات قد اعترف باسرائيل على اربعة اخماس فلسطين بدون اي تردد باعتبار فلسطين ارضا غير مصرية وبالتالي عطاء من لا يملك لمن يستحق واوهمونا بانه باع اليهود الهواء. وفوق هذا كله فقد فصل مصر عن عمقها العربي ورهن الارادة المصرية كلها بيد الامريكان لانه ،على حد قوله، يثق بكارتر. وحصلت مصر على مساعدة امريكية اقتصادية وعسكرية سنوية بدت سخية الا انها افقدتها مكانتها السياسية الرائدة في العالم العربي وفي افريقيا. وخرقت امنها الاستراتيجي بفقد قوتها العسكرية الرادعة. ولان هذا الوضع لا يستقيم ابدا مع ارادة الشعب الحرة فانفصل الحكم تماما عن الشعب وبدلا من استناده الى قوى الشعب العامل او الاحزاب السياسية الحرة فقد استند الى نخبة سرعان ما خرجت على القانون واستشرى الفساد بكل صوره وفي كل المستويات. وكانت النتيجة مانرى من تدهور مكانة مصر بين دول المنطقة والعالم في كل المجالات مقارنة بثلاثين او اربعين عاما مضت. انظر الى تقارير الامم المتحدة في الصحة والتعليم والفقر والبطالة والامية والفساد والحريات ومكانة المرأة.
الادهى ان الاسرائيليون اصروا على ما سموه تطبيع العلاقات في اتفاقياتهم مع مصر والاردن ومع المنظمة. اي ليس فقط التنازل عن الدين والاخلاق والمبادىء بل الانقلاب ضدها. وقد كان هذا قفزة كبرى ومرحلة جديدة لم يجرأوا حتى على التفكير بها لما تعاملوا مع الملك عبدالله الاول ملك الاردن حيث اكتفوا بضمان الامن فقط بدون الاعتراف ناهيك عن التطبيع. ولحسن الحظ انهم عادوا لمربع الامن فقط بعد ان فشل التطبيع عمليا. وللاسف فان من انتقد الملك عبدالله ونظام الاردن من قبل ابدى استعدادا بل وعمل على خدمة العدو با أكثر بكثير ممن اعتبروه خيانة من قبل. وحاول المرحوم عرفات الازدواجية والتنكر الا ان ذلك لم يجد ولم يكن له ليثمر ابدا.